لقد انتهجت الحكومة الرشيدة منذ بداية النهضة العمانية سياسة توفير العيش الكريم لأفراد المجتمع العماني على حد سواء. و من هذا المنطلق فقد خصصت الحكومة العديد من البرامج الاجتماعية التي تهدف في غاياتها إلى الارتقاء بقدرات المواطن و توفير متطلبات العيش الكريم له. و من ضمن هذه البرامج برنامج الضمان الاجتماعي الذي هو عبارة عن معاش شهري مخصص لبعض فئات المجتمع الذين يعانون من ظروف خاصة تمنعهم من العمل و الكسب و الحصول على الدخل الكافي و عدم وجود من يعينهم على الكسب, و من ضمن الفئات المستحقة لهذا المعاش فئة البنت الغير متزوجة و المرأة المطلقة و المرأة الأرملة.
و حيث أن فلسفة وزارة التنمية الاجتماعية المعنية ببرنامج الضمان الاجتماعي ترتكز على العمل قدر الإمكان على جعل اسر الضمان الاجتماعي قادرة على الاستقلال و الاعتماد على الذات بحيث يصبحوا أفرادا منتجين في المجتمع قادرين على العمل و الكسب و ذلك عن طريق منحهم فرص التدريب والتشغيل الذاتي والدعم المادي لمشروعاتهم المنتجة.
إن من ابرز هذه المبادرات الناجحة مبادرة الشراكة الاجتماعية مع القطاع الخاص التي تقوم فكرتها على التعاون بين وزارة التنمية الاجتماعية و مؤسسات القطاع الخاص من اجل العمل على تطوير و تأهيل أفراد الضمان الاجتماعي على إقامة المشاريع الخاصة بهم انطلاقا من حقيقة أن العمل هو السبيل لتحقيق الاستقلالية لهذه الأسر .
و تتمثل الإشكالية الأساسية في وجود العديد من النساء من فئات البنت الغير متزوجة و المرأة المطلقة و المرأة الأرملة قادرات على العمل أو هن في سن العمل إلا انه لا توجد لديهن المهارات اللازمة لتشغيل و ادراة مشاريع خاصة بهن, ويعود ذلك إلى عدم قدرتهن على الالتحاق بدورات تخصصية تتيح لهن اكتساب المهارات و ذلك لضالة دخولهن الأمر الذي يستوجب مساعدتهن بتحسين هذه الظروف و إلحاقهن بدورات و ورش عمل تخصصية و منحهن رأس المال اللازم لتشغيل و ادراة مشاريع منتجه خاصة بهن التي تعد من المشاريع المنزلية الصغيرة، التي خلقت لهن ولأسرهن فرص عمل منتج وحقق لهن تحسينا لوضعهن المعيشي.
|