وطن وصناعة
الهيئة السعودية للمدن الصناعية

A. Problem Analysis

 1. What was the problem before the implementation of the initiative?
واجه القطاع الصناعي والمستثمرين الصناعيين مشاكل وعقبات متنوعة وضخمة قبل بدء مبادرة "وطن وصناعة". وتتنوع هذه القضايا والمشاكل فبعضها يخص المستثمرين الصناعيين الحاليين وبعضها يتعلق بالمستثمرين الجدد الراغبين في تأسيس مشاريع صناعية وبعضها طالت الفئات العاملة. وقد أدت هذه الأمور إلى ضعف نمو القطاع الصناعي، وانعكس ذلك بدوره سلباً على العديد من فئات المجتمع الأخرى. ويمكن تصنيف المشاكل والقضايا إلى واجهت المشاريع الصناعية إلى ثلاثة أقسام أساسية: 1- مشاكل تواجه الراغبين في إطلاق مشاريع صناعية جديدة 2- مشاكل في سوء استخدام بعض المستثمرين للأراضي 3- مشاكل في ضعف الخدمات المقدمة للمدن الصناعية فأما القسم الأول ويتعلق بالمشاكل التي تواجه الراغبين في إطلاق مشاريع صناعية جديدة فتشمل صعوبة الحصول على الأراضي الصناعية وبطء إجراءات العمل المتعلقة بطلب الأراضي وإنشاءها. فقد كانت الأراضي الصناعية محدودة وبالتالي غير متوفرة بشكل سريع حتى أصبح المستثمرين ينتظرون سنوات لحين توفر أراضي، وغالباً حينما تتوفر بعد انتظار لعدة سنوات يكون المستثمر قد بدأ مشروعاً آخر ولم يعد له رغبة جادة في العمل الصناعي، وبهذا خسر قطاع الصناعة مستثمرين جادين لم يتح لهم الحصول على أراضي صناعية، ثم بعد حصول المستثمرين على أراضي فغالباً ما يحصل استغلالهم من قبل بعض المكاتب الهندسية التي احتكرت بعض الخدمات وكانت تطلب مبالغ طائلة لاستخراج رخص البناء وللإشراف على إنشاء المصانع.وأما القسم الثاني فيضم سوء استخدام بعض المستثمرين للأراضي التي حصولها عليها. حيث كان بعض من يحصل على أراضي يقوم باستخدامها في غير ما خصصت له وبدلاً من أن يقيم عليها مصنعاً منتجاً يستخدمها كمستودع أو كسكن أو حتى يهملها. كما أن بعض غير الجادين في إطلاق المشاريع الصناعية كانوا يقومون بعملية احتكار واستغلال للأراضي الصناعية عن طريق التنازل لآخرين مقابل مبالغ مالية مرتفعة. وأما القسم الثالث والأخير للمشاكل التي كانت تواجه المشاريع الصناعية فهي متعلقة بالخدمات التي تقدم للمدن الصناعية والمصانع في داخلها، فقد كان مستوى كثير من الخدمات في المدن الصناعية ضعيفاً و أحياناً تكون الخدمات غير متوفرة. وتشمل هذه الخدمات الطرق والاهتمام بها وإنارتها وتوفير الكهرباء والمياه والاتصالات فضلاً عن محطات تنقية المياه وشبكات الصرف الصحي ومراقبة الوضع البيئي، ومن الخدمات التي كانت تفتقرها معظم المدن الصناعية الخدمات الحكومية والخدمات البنكية والأسواق التجارية والمطاعم الجيدة. أما فئات المجتمع التي تأثرت بهذه المشاكل فتشمل عدة فئات منها فئات الشباب والنساء والراغبين في الدخول إلى قطاع الصناعي من أصحاب رؤوس الأموال المتوسطة والمنخفضة.حيث كانوا يواجهون صعوبة عالية في بدء مشاريع صناعية تشمل الانتظار الطويل لحين توفر أراضي أو مبالغ طائلة مقابل تنازل بعض المحتكرين عن أرض وللحصول على التراخيص اللازمة، ومن الفئات التي تأثرت ملاك المصانع وذلك بسبب عدم توفر بعض الخدمات كالكهرباء والطرق في الوقت الملائم، والفئات المتضررة بشكل كبير العمالة لعدم حصولهم على مساكن ملائمة ومؤهلة بوسائل السلامة وضعف بعض الخدمات كالاتصالات والأكل وغيرها. وخلاصة القول أن المستثمرين الصناعيين والراغبين في الاستثمار الصناعي قد واجهوا سابقاً كثيراً من المشاكل والتي تعدى أثرها إلى العمالة وغيرها من فئات المجتمع، وذلك قبل إطلاق مبادرة "وطن وصناعة"

B. Strategic Approach

 2. What was the solution?
تمثل مبادرة "وطن وصناعة" والتي انطلقت من عام 2008م حتى 2012م تغييراً ضخماً نقل الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" نقلة نوعية ابتداءً من بيئة وثقافة العمل وانتهاءً بتقديم خدمات مميزة للعملاء، وقد بدأ الحل بفكرة من المدير العام السابق (وزير التجارة والصناعة حالياً معالي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة) والذي شكل فريق عمل متنوع الخبرات والتخصصات للقيام بإنضاج وتنفيذ المبادرة. وقد ساهم هذا التغيير في حل جذري لمعظم المشاكل السالفة الذكر. وقد شملت هذه المبادرة العديد من المشاريع المتعلقة بتطوير المدن الصناعية ورفع مستوى خدماتها والاهتمام بالعملاء واستقطاب المستثمرين المحليين والعالميين وبناء الكفاءات البشرية وتنمية بيئة عمل تشجع على الإبداع والإنجاز، وتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص وابتكار خدمات ومنتجات جديدة ورفع مستوى الرقابة، والاستخدام الأمثل لتقنية المعلومات، وتحسين إجراءات العمل وتفعيل إدارة المشاريع بمنجهيات عالمية. وقد ضمت الأهداف الرئيسية لاستراتيجية هذه المبادرة ما يلي: • الصناعة والسوق: 1. إنشاء وتطوير وتشغيل وإدارة مدن صناعية ومناطق تقنية في مختلف أرجاء المملكة. 2. تشجيع القطاع الخاص على إنشاء المدن الصناعية ومناطق التقنية وتطويرها وتشغيلها وصيانتها. • العملاء والمستثمرون: 3. استقطاب المستثمرين المحليين والأجانب عبر توفير البنى التحتية والخدمات والمرافق للمدن الصناعية من خدمات الماء والكهرباء والاتصالات والخدمات السكنية والتجارية والطبية والترفيهيه والتدريبية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وبأسعار مناسبة. • الدولة والجهات الحكومية: 4. زيادة نسبة مساهمة القطاع الصناعي في إجمالي الناتج القومي المحلي. 5. تحقيق التنمية للمناطق الأقل نموا ذات الكثافة السكانية وتوطين العمالة. 6. زيادة الإيرادات عبر أداء تجاري فاعل والتقليل من الاعتماد على المعونات المالية الحكومية. • الموظفون: 7. تنمية بيئة عمل تشجع على التطور المستمر والأداء الجماعي والتميز بالأداء واستقطاب الموظفين ذوي الكفاءة العالية والمحافظة عليهم. 8. رفع مستوى كفاءة الموظفين من خلال توفير تدريب مستمر ومتميز كالتدريب على رأس العمل في جهات خارجية مميزة والدورات التخصصية وتدوير الموظفين في الإدارات المختلفة. • البيئة والمجتمع: 9. المحافظة على البيئة في المدن الصناعية وفرض معايير بيئية عالية على المصانع. 10. تشجيع الصناعة الصديقة للبيئة وإعادة استخدام الموارد كالمياه والورق وخلافه. 11. تأمين فرص عمل المساهمة في دعم التطور الاجتماعي والأفكار الخلاقة. 12. تنفيذ فعاليات وأنشطة ومبادرات خدمة المجتمع وتشجيع القطاع الصناعي على المساهمة فيها. وشمل الجمهور المستهدف المستثمرين الصناعيين أصحاب المصانع القائمة والراغبين في الدخول إلى عالم الاستثمار الصناعي وخاصة الشباب والنساء وأصحاب رؤوس الأموال المتوسطة والصغيرة والعاملين في المصانع على مختلف جنسياتهم والنساء الراغبات في العمل في المصانع إضافة إلى منشآت القطاع الخاص الراغبة في تطوير أو تشغيل المدن الصناعية أو الإشراف على إنشاء المصانع أو الاستثمار في المدن الصناعية. وساهمت هذه المبادرة بشكل فعال في حل كثير من المشاكل وبشكل عملي وفعال. فقد أصبح بمقدور أي مستثمر بدء مشروعه الصناعي خلال 90 يوماً بعد أن كان يحتاج أن ينتظر بحدود 3 سنوات لاستلام أرض صناعية، وأصبح بإمكانه التعامل مباشرة مع مدن من خلال الخدمات الإلكترونية وبدون الحاجة إلى وسطاء يطلبون تكاليف مادية عالية. إضافة إلى ذلك فقد تم إيقاف الاستغلال السيئ للأراضي الصناعية والمتمثل في احتكارها والتنازل عنها مقابل مبالغ طائلة أو استخدامها في غير ما خصصت له. كما أن كثيراً من الخدمات قد وفرت بأسعار مناسبة لمعظم المدن وما زال العمل جاري على استكمالها وشمل ذلك خدمات الماء والكهرباء والاتصالات والخدمات السكنية والتجارية والطبية والترفيهية والتدريبية والحكومية والبنكية وغيرها.

 3. How did the initiative solve the problem and improve people’s lives?
تعتبر المبادرة فريدة من نوعها محلياً من ناحية طريقة تنفيذها ونتائجها. فبالرغم من حجم الإشكاليات في الوضع السابق ورغم العقبات إلا أنها أثمرت بشكل واضح. فقد عالجت المبادرة المشكلة من خلال عدة أساليب شملت: 1. الاهتمام بالإنجاز وجعله محوراً لتقييم الموظفين السنوي. 2. الانتقال إلى مبنى بتصميم مبتكر يشمل جدران زجاجية للمكاتب والتي تعطى شعوراً بالشفافية والعمل بروح الفريق الواحد والمساهمة في كسر الحواجز فيما بينهم. 3. إقامة اجتماعات أسبوعية لمدراء الإدارات لمتابعة الأعمال والمشاريع ومناقشة ما يستجد. 4. عقد اجتماعات ربع سنوية لمدراء الإدارات ومسئولي جميع الفروع والتي ساهمت في رفع مستوى التواصل وتبادل الخبرات وتوالي النجاحات. 5. إنشاء لوحات معلومات (dashboards) إلكترونية تساعد على قياس الأداء لحظياً. 6. ابتكار مباني المصانع الجاهزة والتي تختصر على المستثمرين الوقت والجهد وتستقطب رؤوس الأموال المتوسطة والصغيرة. 7. الاهتمام بالبيئة في المدن الصناعية من خلال الحد من التلوث واستغلال الفائض من المياه المعالجة لتحويل المدن الصناعية إلى مناطق خضراء. 8. تقديم خدمات متكاملة في المدن الصناعة مع رفع مستوى الخدمات القائمة بأساليب مبتكرة وبالتعاقد من القطاع الخاص لتطبيق تقنيات حديثة في التشغيل والصيانة والنظافة وتنقية المياه. 9. إنشاء المجمعات السكنية بما يناسب المدن الصناعية وتجهيزها بخدمات الأمن والسلامة. 10. تفعيل دور تقنية المعلومات والاستفادة مما يستجد في هذا المجال بشكل عملي مثل أنظمة المعلومات الجغرافية وتطبيقات الأجهزة الذكية. 11. إطلاق جائزة الإبداع الصناعي والتي شجعت على ابتكار صناعات متميزة وكانت عاملاً في دخول بعض الشباب إلى القطاع الصناعي.

C. Execution and Implementation

 4. In which ways is the initiative creative and innovative?
وضعت خطة استراتيجية من عام 2008م إلى 2012م بهدف تحقيق أهداف مبادرة "وطن وصناعة"، وقد ضمت الخطة عدة عناصر تتلخص بشكل أساسي كما هو موضح في المرفق في مشاريع المدن الصناعية: (تأهيل المدن القائمة- تطوير مدن جديدة- إنشاء مدن صناعية خاصة-شبكات مياه – كهرباء – طرق-مياه-مشاريع التأهيل البيئي) مشاريع العملاء ( مركز اتصال –جذب عملاء محليين-جذب عملاء عالميين) الموارد البشرية: (مختلف برامج التدريب والتأهيل) إعادة هندسة الإجراءات: (إعادة هندسة إجراءات العمل والعمل على تحسينها بشكل مستمر) تقنية المعلومات والاتصالات: (تطوير البنية التحتية من خوادم وخطوط اتصال وتأسيس نظام المعلومات الجغرافية والبريد الإلكتروني والبوابات الخارجية والداخلية والخدمات الإلكترونية)

 5. Who implemented the initiative and what is the size of the population affected by this initiative?
في حين أن الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" قامت بتصميم المبادرة من خلال الاستعانة ببعض بيوت الخبرة وزيارة جهات مشابه محلياً وعالمياً والاستفادة من تجاربها إلا أنها حشدت الجهات المعنية للمساهمة تنفيذ المبادرة على تفاوت في حجم المشاركة في التنفيذ. فمن أهم الجهات الحكومية التي لها علاقة في تنفيذ المبادرة وزارة التجارة والصناعة حيث جرى التنسيق معها للارتباط إلكترونياً مما يتح التأكد من حالة التراخيص الصناعية للمصانع. كما كان لسداد (نظام سداد للمدفوعات) دور في أتمتة استلام المبالغ من العملاء. وعلاوة على ذلك فمن خلال تفعيل مشاريع البناء والتشغيل ونقل الملكية (BOT) فقد ساهم القطاع الخاص بشكل كبير في تقديم العديد من الخدمات، ومن ذلك تقديم خدمات المياه وتضم شبكة المياه ومحطة تنقيه وشبكة صرف ومحطة معالجة وشبكة مياه صناعية، إضافة إلى المجمعات السكنية وخدماتها وتشمل الأمن والطعام، وغير ذلك. كما قامت مدن بعملية تأهيل للعديد من الجهات لتساهم في تقديم الخدمات بشكل مباشر للعملاء، ومن أمثلة ذلك تأهيل المكاتب الهندسية والاستشارية والمقاولين للقيام بأعمال تصميم المخططات العامة والتفصيلية للمصانع وللمشاريع الاستثمارية، وإنشاء المصانع أو الإشراف عليها، وعمليات تقييم المنشأت، وغير ذلك.
 6. How was the strategy implemented and what resources were mobilized?
اعتمدت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" على دخلها الذاتي في تغطية معظم التكاليف مع الحصول على دعم حكومي مقطوع لتخطيط وتطوير بعض المدن. وقد شملت التكاليف المالية بشكل أساسي تكاليف تطوير المدن الجديدة وتشغيل المدن الحالية. أما تكاليف التقنية فشملت تكاليف تقنية المعلومات والاتصالات والمتمثلة في إنشاء مركز معلومات (data center)وتركيب مختلف الأنظمة النمطية وأدوات التواصل الإلكترونية وتطوير أنظمة للعمل الأساسي (core business) والخدمات الإلكترونية وربط جميع الفروع بخطوط اتصالات وبسرعات ملائمة وتجهيز جميع مكاتب الموظفين بأجهزة الحاسب الآلي الشخصي وملحقاته والاستثمار في رفع كفاءات الموظفين في تقنية المعلومات. كما تضم تكاليف التقنية ما يتعلق بتطبيق أفضل الحلول في مجالات تشغيل المدن الصناعية مثل أنظمة حماية البيئة وأنظمة توليد الطاقة وغيرها. أما تكاليف الموارد البشرية فتشمل تكاليف موظفي مدن وقد بلغ عددهم 220موظفاً في عام 2012م، كما تشمل تكاليف الاعتماد على المصادر الخارجية (outsourcing) لبعض الخدمات التي ليست في صلب العمل الأساسي (none core business) مثل الأمن الصناعي إضافة إلى تنفيذ بعض المشاريع من خلال البناء والتشغيل ونقل الملكية (BOT) من خلال بعض الشركاء، إضافة إلى الاستفادة من بعض الاتفاقيات الدولية مثل تنفيذ مشروع متكامل للمراقبة البيئية من خلال اتفاقية بين السعودية واليابان وقد جرى تنفيذ هذا المشروع باستخدام تقنيات حديثة لإنشاء محطات رصد بيئي مترابطة في المدن الصناعية.

 7. Who were the stakeholders involved in the design of the initiative and in its implementation?
تتنوع النتائج الدالة على نجاح المبادرة وقد أصبحت ظاهرة ومؤثرة بشكل ملموس. ويمكن تلخيص أهم خمسة نواتج تدل على مدى نجاح هذه المبادرة بما يلي أولاً في عام 2007م كانت المساحات المطورة للمدن الصناعية 40.5مليون م2، ولكنها أصبحت في عام 2012م 142مليون م2 ثانياً وفي نفس الفترة زاد عدد المدن الصناعية من 14 مدينة إلى 29 مدينة مع ارتفاع مستوى الخدمات فيها بشكل كبير. ثالثاً كما زادت خلال هذه الفترة عدد المصانع دخل المدن الصناعية من 1950 مصنعاً إلى 4718مصنع رابعاً وهذا انعكس على دخل مدن إيجابياً وبشكل كبير جداً ، إضافة إلى انعاكسه على النمو الصناعي فعلى سبيل المثال كان مؤشر نسبة مشاركة الصناعية التحويلية في الناتج المحلي 5.7% في عام 2007م وقدرت بـ 14% في عام 2012م خامساً ومن النواتج الإبداعية مباني المصانع الجاهزة وهي منتج جديد وغير مألوف سابقاً ولكنه لاقي قبولاً جيداً وبلغ عددها 200 مصنع في عام 2012م، وسيتبعها على نفس المنوال منتجات أخرى مثل المستودعات الجاهزة والمجمعات السكنية للمهندسين والعمالة والعوائل. هذه النجاحات ساهمت في شكل كبير في توليد نجاحات متتالية تشهدها مدن ويلامس آثرها العملاء وقد ساهمت حسب الاستبيانات في رفع مستوى رضاهم بشكل كبير.

 8. What were the most successful outputs and why was the initiative effective?
استخدمت العديد من الأنظمة لرصد وتقييم تنفيذ الاستراتيجية ومنها إدارة المشاريع وإدارة الأداء والمراجعة الداخلية (internal audit) وتقييم أداء الموظفين. وقد ساهم ذلك في رفع كفاءة تنفيذ الاستراتيجية. فقد قامت مدن بالاهتمام بإدارة المشاريع بشكل احترافي من خلال إنشاء مكتب إدارة المشاريع والذي يضم فريق مؤهل لمتابعة سير المشاريع، ومن خلال رفع قدرات ومهارات منسوبي مدن وحثهم على الالتحاق بدورات إدارة المشاريع، ومن خلال تطبيق الأنظمة الإلكترونية التي تساهم في سلاسة إدارة المشاريع مثل Enterprise Project Management EPM)) وعلى صعيد إدارة الأداء فقد جرى تجزئة الأهداف ثم تحويلها إلى مؤشرات قابلة للقياس وتوزيع مسئولية هذه المؤشرات بين الإدارات، ثم من خلال القياس المستمر لمؤشرات الأداء يتم متابعة وتقييم العمل ثم تحسينه .. كما قامت مدن بتطوير عدة لوحات للمعلومات (dashboards) بشكل إلكتروني بحيث تعكس مستوى الأداء بشكل لحظي وهي تعكس مؤشرات تفصيلية تساهم في التعرف على الوضع الحالي والتنبأ بالوضع المستقبلي وهذا يساعد في أخذ إجراءات وقائية لتفادي مخاطر متوقعة. كما أن لتطبيق المراجعة الداخلية دور كبير في تقييم الأعمال والتأكد من كيفية أدائها ورصد أية ملاحظات ثم متابعة وضع إجراءات تصحيحية لعلاج هذه الملاحظات، وقد ساهم هذا في تنفيذ الأعمال بشكل أفضل وفي رفع مستوى الأداء.

 9. What were the main obstacles encountered and how were they overcome?
واجهت هذه المبادرة عدة عقبات بعضها داخل "مدن" وبعضها خارجها. وكان من أهم هذه العقبات الداخلية هو ثقافة المنشأة وطريقة العمل الروتيني السابقة، وقد جرى التغلب على هذه العقبة من خلال العمل على تغيير ثقافة الداخلية بتغيير قيم العمل وبتدريب الموظفين وخاصة التدريب على رأس العمل في جهات خارجية مميزة واستقطاب موظفين جدد ذوي كفاءات وغير ذلك ومن العقبات عدم دقة البيانات القديمة عن المدن الصناعية والمصانع القائمة، ولمعالجة هذا الإشكال فقد جرى مسح ميداني للمدن الصناعية وإطلاق نظام المعلومات الجغرافية (GIS) لجميع المدن والذي أصبح مرجعاً أساسياً في العمل بعد أن وفر معلومات دقيقة للمساحات والأطوال والمواقع قلة عدد الموظفين فقد كان عددهم 101 موظفاً في عام 2007 مع وجود عبء كبير قائم يقابله طموح عالي مستقبلي، وجرى تجاوز هذه العقبة بتدريب وتأهيل الموظفين وزيادة عددهم بشكل تدريجي –محافظة على ثقافة المنشأة ولتوزيع التكاليف– بموظفين جدد ذوي خبرات متميزة. إضافة إلى ذلك فقد جرى تفعيل الاعتماد على المصادر الخارجية في الأعمال التي ليست في صلب العمل الأساسي (none core business) مع التركيز على إعادة هندسة إجراءات العمل والأتمتة الإلكترونية. كما تضمت العقبات قلة عدد الأراضي بالنسبة لطلبات المستثمرين وقد عولجت هذه المشكلة بالبدء بالتأكد من الاستخدام الأمثل للأراضي والحد من احتكارها ثم التطوير التدريجي لمساحات إضافية. ومن العقبات محدودية الموراد المالية، وقد اتخذت عدة إجراءات لمواجهة هذه العقبة مثل جمع المشاريع في حزم وإدارتها كبرامج وهذا ساهم بشكل جيد في تخفيف تكاليف التنفيذ، ومثل تصميم المدن الجديدة (master plan) بطريقة تقلل الصيانة، إضافة إلى ابتكار خدمات ومنتجات جديدة مثل المصانع الجاهزة. ومن ضمن العقبات الخارجية التعامل الروتيني لبعض الجهات الحكومية مع الطلبات المرسلة من "مدن"، ورغم أن هذه العاقبة خارج نطاق عمل "مدن" ولكن جرى تخفيفها بشكل كبير من خلال عقد اتفاقيات تفاهم مشتركة أو تشكيل لجان دائمة لمتابعة الطلبات بشكل أكثر سلاسة ومستمر لهذه الطلبات.

D. Impact and Sustainability

 10. What were the key benefits resulting from this initiative?
لقد كان تأثير هذه المبادرة ضخماً وإيجابياً فقد حققت هذه المبادرة نقلة نوعية غير معهودة لمسها الجميع. فمن آثارها على الخدمات العامة سهولة التقديم على طلب أرض صناعية وسرعة الحصول عليها بحيث يمكن استلامها خلال 90يوماً في حين كان الانتظار سابقاً يصل إلى ثلاثة سنوات. كما أصبح بمقدور العملاء إنجاز معظم أعمالها بشكل إلكتروني عبر البوابة الإلكترونية لمدن ابتداء من تقديم طلب أرض ومرورا بالحصول على رخص البناء والتراخيص المختلفة وحتى فتح البلاغات وإرسال الطلبات والشكاوي. ويمكن للعملاء التواصل مع مركز الاتصال بالاتصال على الرقم الموحد لطلب معظم الخدمات كما يمكن لأي شخص الاتصال على رقم الطوارئ للإبلاغ عن أي مشكلة أو طارئ في المدن الصناعية. من أمثلة تأثير المبادرة على الخدمات العامة ما يلاحظ من توفير الخدمات التي لم تكن سابقاً متوفرة في بعض المدن الصناعية من مياه وكهرباء واتصالات إضافة إلى توفير كثير الخدمات الحكومية والطبية والفندقية. وقد وصل رضا العملاء إلى نسبة 70.94% ويستمر العمل على تحسينها. ومن الأمثلة التي توضح آثر هذا المبادرة المقارنة بين الوضع قبل المبادرة (2007م) والذي يمثل عمل 40سنة وبعدها (2012م) أي خلال 5سنوات. فقد زادت المساحات المطورة للمدن الصناعية من 40.5مليون م2 إلى 142مليون م2، وزاد عدد المدن الصناعية من 14 مدينة إلى 29 مدينة مع ارتفاع مستوى الخدمات فيها بشكل كبير، وزادت خلال هذه الفترة عدد المصانع من 1950 مصنعاً إلى 4718مصنعاً. ومن وسائل قياس لوحات المعلومات الإلكترونية التأثير الاستبيانات المختلفة التي ترسل للعملاء، وطلب تقييمهم للخدمات عند تقديمها، ونظام إدارة ومراقبة الأداء، ونظام إدارة إجراءات العمل

 11. Did the initiative improve integrity and/or accountability in public service? (If applicable)
تمثل المبادرة نمو مستمر وهذا يساعد في استدامتها، فحقيقة هذه المبادرة أنها كانت نقلة نوعية ونجاح يُبنى عليه نجاحات أخرى.. فقد أصبحت مدن في موضوع مالي أفضل وتضاعف دخلها لعدة مرات وهذا بلا شك يساعدها في الاستمرار على تحسين مستوى خدماتها. واجتماعياً ركزت المبادرة على تفعيل دور المهارات الوطنية في سوق العمل في القطاع الصناعي من خلال رفع الكفاءات والمهارات ومن خلال الارتقاء بمستوى الحياة في المدن الصناعية مما يساهم في الجذب الاجتماعي. أما اقتصادياً فقد كان للمبادرة آثر واضح في الاقتصاد المحلي .. فقد كان لهذه المبادرة دور في النمو الصناعي المحلي وارتفع مؤشر نسبة مشاركة الصناعية التحويلية في الناتج المحلي من 5.7% في عام 2007م إلى ما يقارب 14% في عام 2012م، ويتوقع استمرار ارتفاع هذه النسبة. وأما بيئيا فقد تضمنت المبادرة بطبيعة الحال العمل على المحافظة البيئة من خلال التركيز على الحد من التلوث البيئي مع العمل على اطلاق مشاريع بيئية كالتشجير ومحطات تنقية المياه وتطبيق التقنيات الحديثة في هذا المجال. ومن الناحية المؤسسية فإن مدن أصبحت أكثر قوة وصلابة من خلال النجاحات التي حققتها. وهذه المبادرة قابلة للتكرار على الصعيد الوطني والدولي من خلال تحليلها بشكل أكثر تعمقاً ثم توثيقها مفصلة ونشر الفكرة مع تأهيل قيادات يمكن أن تتبنى إدارة مثل هذه المبادرة. ولاستدامة هذه المبادرة فقد جرى التركيز على مأسسة العمل والدخل المالي من خلال عدة مبادرات شملت 1- وضع معايير ولوائح للعمل 2- تحسين إجراءات العمل واعتمادها 3- نشر الأدلة التشغيلية 4- تدريب الموظفين ونقل المعرفة لهم 5- توضيح وتوزيع الصلاحيات الإدارية 6- الاستفادة من تقنية المعلومات في تخزين المستندات وأتمتة الإجراءات 7- الحرص على نمو الدخل المالي الذاتي للهيئة

 12. Were special measures put in place to ensure that the initiative benefits women and girls and improves the situation of the poorest and most vulnerable? (If applicable)
لقد كانت مبادرة "وطن وصناعة" مبادرة رائدة فقد قدمت نموذجاً عملياً ورائعاً في تغيير المنظمات نحو الأفضل، وقد تضمنت العديد من الدروس المكتسبة. فمن الدروس المكتسبة ضرورة الاهتمام بالجانب البشري فهو أساس الإنجاز الحقيقي وهو يساعد في نجاح حقيقي وإن كان يتطلب جهداً كبيراً ومستمراً. ومن الدروس المكتسبة أن لتقنية المعلومات دور قوي في مشاريع التغيير، وهذا يؤكد أهمية الاستفادة من تقنية المعلومات كوسيلة فعالة للتغيير. ومن التوصيات المستقبلية نشر هذه التجربة ليستفيد منها المجتمع محلياً وعالمياً.

Contact Information

Institution Name:   الهيئة السعودية للمدن الصناعية
Institution Type:   Government Department  
Contact Person:   صالح الرشيد المهندس
Title:   المدير العام  
Telephone/ Fax:  
Institution's / Project's Website:  
E-mail:   aajaji@modon.gov.sa  
Address:  
Postal Code:  
City:   الرياض
State/Province:  
Country:  

          Go Back

Print friendly Page